الخميس، 7 نوفمبر 2013

صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين



بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين

 صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع انها صلاة مباركة مشهودة اقسم الله بوقتها فقال تعالي (والفجر و ليال عشر)
القضية ليست ركعتان تستيقظ مبكرا لكي تصليهما بل الموضوع أكبر من ذلك بكثير، إنها صلاة تبدأ بها يومك، صلاة تحفظك باقي اليوم، صلاة تبارك لك فيما تقوم به خلال يومك وتوفقك دائما إلى الخير والأخيار، صلاة تزكي بها نفسك وتطهر بها قلبك، صلاة تمنحك طاقة روحانية وقوة جسدية وصفاء ذهني وأمل في الحياة يعينك على العمل والانتاج والتطور والنمو، ألا يكفي ذلك كي نحافظ عليها ونسعى جاهدين بكل الوسائل كي نقوم ونؤديها في وقتها.
فكم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر او أخرتها كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر
كثير منا يعطي اهمية للدوام والاستيقاظ له اكثر من الصلاة المشهوده من الملائكة وهي صلاة الفجر . فأيهما اولي عندك وايهما تحب ان تقابل ربك به

وربما لا نعرف فضائل صلاة الفجر والثواب العظيم الذي يمكن أن نناله لو حافظنا على أدائها في وقتها في جماعة،
وما يلي بعض من هذه الفضائل:
1- – يقول الله عز وجل ” إن قرآن الفجر كان مشهودا ” وقرآن الفجر هو صلاتها في جماعة والاستماع للقرآن أثناء القيام فيها، فيا له من جو روحاني مليئ بالإيمان تشهده الملائكة وتشهد على وجودك فيه عند الله، وهذا يكفي لإسعادك دنيا وآخرة.
2- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى العشاء في جماعة فكأنما صلى نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله “ ومن لا يتمنى ألا يصلى الليل كله حتى يأخذ من الأجر والقرب من الله ما يسعده في الدنيا والآخرة.
3- قال صلى الله عليه وسلم ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها “ ألا يكفي هذا الحديث حتى لا نفضل الاستيقاظ للذهاب للعمل الدنيوي على الاستيقاظ لصلاة الفجر حتى نسعد في الدنيا  وفي الآخرة.
4- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى البردين في جماعة دخل الجنة “ والبردان هما صلاة العصر وصلاة الصبح، وأي شيئ نريده أغلى وأحسن من الجنة.
5- قال صلى الله عليه وسلم ” من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله “ أي في ضمانه وحمايته ورعايته، ومن أفضل من الله يحفظك ويحميك ويرعاك من شر نفسك ومن شرور الآخرين.
وبعد أن عرفنا كل هذه الفضائل، كان لزاما علينا أن نسعى جاهدين نلتمس كل الوسائل التي تعيننا على الاستيقاظ والقيام كي نصلي الفجر في وقته وفي جماعة،
وما يلي بعض من هذه الوسائل:
1- أخلص لله تعالى، وكن مستعدا لأن تضحي بكل شيء في سبيل رضاه بعدم تضييع صلاة الفجر.
2- اعزم على الإستيقاظ لصلاة الفجر، فإن الانسان إذا أراد شيئا سوف يفعله ولو شعر بقيمته فسوف يركز كل جهده لكي يقوم به وطالما أنك ذو عزيمة قوية فسوف يساعدك الله على تنفيذ ما تريد طالما أنك جاد وهمتك عالية وهدفك سامي.
3- تجنب الذنوب وطهر قلبك من المعاصي، انظر إلى قلبك ستجد فيه كبر أو حسد أو غضب أو حقد أو رياء وهذا ما يقعدك عن صلاة الفجر، فنقي قلبك وتب إلى ربك وأسأله المغفرة.
4- أدع الله أن يمن عليك بالقيام لصلاة الفجر، فالله هو الذي يوقظك من نومك، فاجعل لنفسك ورد يومي تدعوه فيه بإخلاص أن يوفقك إلى القيام لصلاة الفجر في جماعة.
5- انقذ نفسك من أصحاب السوء وابحث عن صحبة صالحة تذكرك وتشجعك وتساعدك على القيام لصلاة الفجر.
6- نم مبكرا متوضأ على جنبك الأيمن وقل أذكار النوم وأخبر الناس بنظامك هذا حتى لا يتصل أو يزورك أحد بعد ساعة معينة تحددها لهم، وهذا ليس عيبا بل العيب هو السهر وتضييع صلاة الفجر.
7- لا تكثر من الأكل قبل النوم، لأن الأكل الكثير يسحب الدم من الجسم والمخ إلى المعدة والأمعاء لهضمه، ويصاب المخ لذلك بشبه غيبوبة ويصبح قيامك لصلاة الفجر شبه مستحيل بالإضافة إلى الكوابيس والأحلام المزعجة التي تأتيك من الأكل الكثير قبل النوم.
8- اكتب بوضوح وبخط كبير فضائل الفجر وصلاته في جماعة على ورق كبير وعلقه في مكان ظاهر في البيت بحيث تراه دائما فيذكرك بالثواب العظيم ويشجعك على القيام لصلاة الفجر باستمرار، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا الورق الكبير يراه غيرك في البيت فيتذكر صلاة الفجر ويحاول الاستيقاظ لأدائها في وقتها وكل هذا في ميزان حساناتك.
9- اضبط المنبه على آذان الفجر واجعله بعيدا عنك حتى تضمن القيام من النوم إليه لتغلقه.
10- اتفق مع أحد أصحابك أن يرن عليك ليوقظك لصلاة الفجر، والأحسن أن يكلمك حتى يضمن استيقاظك وعدم عودتك للنوم مرة أخرى، وبمجرد استيقاظك يكون عليك واجب أن توقظ شخص آخر.

أهمية الوقت



بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
 
 
 
الوقت هو رأس مال الإنسان في هذه الدنيا القصيرة، وهو ملخص عمره ومسؤولية عظيمة على عاتقه، إما أن يستفيد منها فيربح أجر استفادته، وإما أن يضيع هذه الأمانة والمسؤولية التي على عاتقه ويخسر الدنيا والآخرة.

قال تعالى: {
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، فااللهَ لم يخلق الإنسان عبثا ً في هذه الحياة الدنيا أو بلا هدف تعالى عن ذلك، بل خلق العباد ليرى سبحانه أعمالهم واستثمارهم لهذه الأوقات واغتنامها.

حيث قال سبحانه {
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].

فخلقهم لهدف عظيم فمن وعى هذا الهدف واستثمر وقته لطلبه فطوبى له، ومن أضاعه وفرط فيه فقد خسر خسرانا ً مبينا.


حيث أخبرنا الله سبحانه عن الخاسرين في عدة آيات، ثم أخبرنا في آيات ٍ أخرى عن الرابحين ومن هم وذلك في قوله تعالى {
وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-2-3].

فقد أقسم الله بالعصر وهو: الدهر والزمن، لقيمته وأهميته لأن زمن تحصيل الأرباح والأعمال الصالحة، وهو أيضا ًزمن شقاء وخسران للغافلين والمعرضين.


ولكنَ الفائزين بالآية هنا هم الذين تواصوا فيما بينهم بالحق وباغتنام أوقاتهم بما يعود عليهم بالفوز، فحرصوا على توصية بعضهم البعض، بالتزام الحق والصبر والعبادة وحرصوا على التناصح فيما بينهم كي يفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.


تعريف الوقت:


قال العلماء ومنهم الدقاق رحمه الله: ''الوقت ما أنت فيه الآن هذا هو وقتك، فإن كنت في الدنيا فوقتك الدنيا، وإن كنت بالعقبى فوقتك العقبى، وإن كنت في سرور فوقتك السرور، وإن كنت في حزن فوقتك الحزن''.


ومجمل قولهم المراد منه : أن الوقت ما كان الغالب على الإنسان من حاله، فوقتك الآن ما بين زمانين - الماضي والمستقبل - وهذا قول أغلب الجمهور، والموفق من لا يهتم بوقته الذي مضى ولا بالآتي ، بل يستثمر ويستفيد من وقته الحالي.


ولكن يصلح الوقت الماضي بالتوبة ...والوقت الآتي بالتوكل على الله، لأنه لو اشتغل بوقته الماضي والمستقبل فإن ذلك مضيعة للوقت الحاضر الذي بين جنبيه أو كلما عرض له عارض تذكر وقته الماضي وتأسف عليه أو استغرق في التفكير في الآتي فتصير بذلك أوقاته كلها فواتٌ ومضيعة.


وهنا لابد من التنويه على نقطة في غاية الأهمية وهي: بأن نفسكَ إنْ لم تشغلها بالطاعة والحق فسوف تشغلك بالباطل والمعصية.


فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا.


وإن الله سبحانه إذا أراد بالعبد خيراً أعانه بالوقت، وجعل وقته مساعدا ً له، وإذا أراد به شرا ً جعل وقته عليه وضده وسلبه وقته، بحيث كلما أراد التأهب لاستثماره لم يساعده الوقت بعكس الأول الذي إذا همت نفسه بالقعود والتكاسل أقامه الوقت وساعده ووازع الخير وقرين الخير يذكره باستغلاله وهذا كله بتوفيق من الله عز وجل وبمقتضى عدله وحكمته.


وذلك التوفيق أو عدمه إنما هو لأسباب:


-أن العبد إذا أحب الله اتقاه حق تقاته، وعمل على طاعته، وابتعد عن معاصيه بقدر ذلك الحب وبقدر ذلك بقدر ما يوفقه الله لاستثمار وقته.


-وإذا خاف العبد من الله حق الخوف بعثه ذلك وحثه على عمارة وقته.


-وإذا رجا العبد رحمة ربه وثوابه وجنته حثه ذلك أيضا ًعلى استثمار وقته.


وخلاصة ذلك في قوله عز وجل: {
أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء:57]، وهذه الثلاثة المذكورة في الآية الكريمة هي القطب الذي تدور حوله رحى العبودية.

ولكن للأسف نجد أن أغلب أهل هذا الزمان غافل عن استثمار وقته وذلك لأسباب:


-إما لجهله بقيمة وأهمية الوقت.


-وإما لجهله لحقيقة وجوده.


-وإما لعقوبة من الله أن لم يوفقه لاغتنام أوقاته وأيامه وساعاته ولياليه.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» [رواه البخاري]، حيث أنهما من أكبر النعم على العبد، كما أنهما مدخلان كبيران لدخول الشهوات منهما، ولكن من نعم الله على العبد أن يجمع له هاتين النعمتين ثم يوفقه لاغتنامهما، كما أنه من أعظم النقم أن لا يوفقه لاغتنامهما وكسبهما فيما يعود عليه بالحسنات بالآخرة.

وقد يأتيه يوم يفقد أحد هاتين النعمتين أو كلاهما قبل أن يستثمرهما وقد يستثمر جزءا ً منهما وهكذا، فالموفق من وفقه الله -فاللهم وفقنا لما تحبه وترضاه -.


لكن الكثير لا يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان وخاصة مع وجود الفتن والملهيات في هذا الزمان إلا من رحم ربي، فتجد واقع الناس اليوم في إضاعة للأعمار والأوقات من حديث ٍ بدون هدف أو فائدة أوأسئلة بلا نهاية وفضول كلام وشاشات وفضائيات ولهو ومنكرات ... الخ


يؤدي بهم إلى ضياع الساعات تلو الساعات والأيام تلو الأيام، بل وتمتد المجالس الطويلة أحيانا ً إلى المحرمات من الغيبة والنميمة والعياذ بالله.


وما علم أولئك وما فقهوا قول رسولهم عليه أفضل الصلاة والسلام «
اغتنم خمسا ً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» [رواه أحمد في مسنده]، وقد أكد صلى الله عليه وسلم على فترة الشباب، لأنها تجمع بين الصحة والعطاء والحماس.

وقال أحد الصالحين وهو مورق العجلي رحمه الله: ''يا ابن آدم تودي كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقضي عمرك وأنت لا تحزن، تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك''.


فنسي الغافل مسؤولية ما هو فيه وغفل عن قول رسوله في إضاعة أغلى ما يملك وهو عمره ووقته حيث قال بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه «
لا تزول قدما عبد ٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال : عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه» [إسناده صحيح]، وكل هذا يلزمه الوقت والزمن، فهذا موقف عظيم سوف يحاسب فيه العبد بين يدي الله عن تفريطه بدقة عما فعل في هذه الأوقات والأعمار وبماذا قضاها وخصوصا ً فترة الشباب لأنها تحوي كل مقومات العمل فلا حجة له في عدم استغلالها فالشباب طرفي العمر بين الطفولة الضعيفة وبين الشيخوخة الضعيفة، فإذا لم يكن العطاء والعمل في فترة الشباب، فمتى العطاء إذا ً؟؟

ومن جَهل الوقت فسيأتي عليه يوم يعرف قيمته، وثمن أنفاسه الغالية والثمينة التي أضاعها، وفي هذا يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفع الندم وهما:


الموقف الأول :


ساعة الاحتضار، حين يودع الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة، ويتمنى حينها لو يمنح مهلة من الزمن ليصلح ما أفسد ويغتنم أكثر وأكثر.


الموقف الثاني :


في الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت، ويدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، وهنا يتمنون لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ليبدؤوا من جديد.


فمن جهلنا بقيمة الوقت ...نفرح بمغيب شمس كل يوم ونحن لا ندرك أن هذا نهاية يوم من أعمارنا لن يعود أبداً.

 

إنا لنفرحُ بالأيام ِ نقطعها *** وكلَ يوم ٍ مضى يدني من الأجل ِ


ولكن الحقيقة للموفق المتيقظ أن كل يوم في عمره هو غنيمة لكسب الأجر أكثر وأكثر من زيادة صلاة أو تسبيحة أو أي عمل صالح يوضع في ميزان حسناته يوم القيامة.


فمن أقوال الصحابة والسلف رحمهم الله تعالى في أهمية الوقت:


كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ''إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل ٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ٌ ولا حساب وغدا ً حساب ٌ و لاعمل''.


وكان أبي الدرداء رضي الله عنه يقول: ''لولا ثلاث ما أحببت العيش يوما ً واحدا ً، الظمأ في الهواجر -يعني الصيام في شدة الحر- والسجود في جوف الليل، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر''.


وقال سعيد بن جبير رحمه الله: ''إن كل يوم يعيشه المؤمن غنيمة''.


وكان الحسن رحمه الله يقول: ''ما مر يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم إني يوم ٌجديد، وعلى ما تعمل في َ شهيد، وإذا ذهبتُ عنك لم أرجع إليك، فقدم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبدا ً إليك''.


وهذا حال عبد الرحمن بن أبي نعيم رحمه الله: لو قيل له قد توجه إليك ملك الموت ما كان عنده زيادة عمل.


وقال أحد الصالحين: ''أنا أحب الدنيا لأنها مصنع حسناتي''.


وكان شميط بن عجلان رحمه الله يقول: ''الناس رجلان، متزود من الدنيا أو متنعم فيها، فانظر أي الرجلين أنت؟''.


وكان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يقول : ''لو رأيت الجنة عيانا ً ما كان عندي مستزاد، ولو رأيت النار عيانا ً ما كان عندي مستزاد''.


نعم كانوا يحبون ويعشقون عمل الصالحات، لمحبتهم لله عز وجل والشوق إلى لقاءه، ولإيمانهم العميق به سبحانه، فقد كانت أرواحهم تهوى هذه الأعمال التي تقربهم من الله وتزيد من إيمانهم.


نعم كان حبهم للدنيا لا لأجل الدنيا ولكنهم أدركوا معالي الأمور فاستبقوا إلى الخيرات واغتنام الأوقات.


فكانوا من أحرص الناس على أوقاتهم وقد أدركوا قيمتها وثمنها، فكان الواحد منهم يعد على نفسه لقيماته، ويراقب أنفاسه وكلامه متمثلين دائما ً قوله تعالى {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون:9].

وهذه المحافظة على الأوقات من علامات النفوس الكبيرة، والهمم القوية، فقلما تجد إنسانا ً متيقظا ً مدركا ً لحقيقة وجوده مفرطاً في وقته بل تجد ذلك ظاهراً في أنفاسه وكلامه وتعامله ومظهره، وكل ذلك توفيق من الله عز وجل.


لذلك ينبغي على المؤمن أن يكون حاله في هذه الحياة الدنيا على أحد حالين:


-إما أن يكون كأنه غريب مقيم إقامة مؤقتة في بلد غربة همه التزود للرجوع إلى وطنه -الجنة إن شاء الله -


-وإما أن يكون مسافر غير مقيم البتة، بل ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة الدائمة.


فاللهم وفقنا لاغتنام أوقاتنا وأعمارنا واجعلنا من الصادقين المخلصين لك فمن صدق مع الله صدّقه الله، ومن أراد بإخلاص معالي الأمور وسعى لذلك باجتهاد واخلاص ومثابرة أناله الله ما سعى إليه وبلغه بتوفيقه وكرمه ما يصبو إليه.


قال تعالى {
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [الإسراء: 19]

فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا.


وفقنا الله وإياكم لكل خير وتقبل منا أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم إنه جوادٌ كريم.


وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

آداب الأكل و الشرب في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمان الرحيم
آداب الأكل و الشرب في الإسلام
-تناول الطيب والبعد عن الحرام
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (البقرة- 172)

وفي الحديث: " أيما جَسَد نَبتَ عَلى السُحتِ فالنَّار أولى به"

-غسل اليدين قبل و بعد الطعام
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاةِ فمضمض وغسل يديه وصلى. رواه أحمد وابن ماجه.

-يستحب للجنب أن يتوضأ و يغسل يديه قبل الأكل
روى الإمام أحمد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة فإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل كفيه ثم يأكل أو يشرب إن شاء) رواه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.

-التسمية في ابتداء الأكل والشرب، وحمد الله - تعالى -بعدهما.
من السنة أن يسم الآكل قبل أكل طعامه، ويحمد الله تعالى بعد الفراغ منه.

فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنتُ غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت يدي تطيش في الصحفة

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. فما زالت تلك طِعمتي بعد" رواه البخاري ومسلم.

قال ابن القيم رحمه الله: والتسمية في أول الطعام والشراب، وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب في نفعه واستمرائه، ودفع مضرته.
قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا ذُكر اسم الله في أوله، وحُمد الله في آخره، وكثرت عليه الأيدي، وكان من حِل.

فإذا نسي الآكل أن يسمِّ الله قبل الطعام ثم ذكر في أثنائه فإنه يقول: " بسم الله أوله وآخره" أو "بسم الله في أوله وآخره". رواه أبو داود والترمذي

-الأكل والشرب باليد اليمنى والنهي عن الشمال.
ففي حديث عمر بن أبي سلمة: " يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك" رواه البخاري.

وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله" رواه مسلم.

-الأكل مما يلي الآكل.
فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه أنه قال أكلت يوماً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلتُ آخذ من لحمٍ حول الصحفة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مما يليك" رواه مسلم.

-استحباب الأكل من حوالي الصحفة، دون أعلاها.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها فإن البركة تنزل من أعلاها". رواه أبو داود.

-حمد الله تعالى بعد الفراغ من طعامه أو شرابه
وفي ذلك فضل عظيم فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها" رواه مسلم.

ومن صيغ الحمد: " الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مودَّعٍ ولا مستغنًى عنه ربنا". " الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفيٍّ ولا مكفور".
وقال مرة: " الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا". رواه البخاري.

-احترام النعمة ورفع الساقط من الأكل
فعن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يحضُرُ أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضرُه عند طعامه. فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان. فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيِّ طعامه تكون البركة " رواه مسلم وأحمد.

-عدم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة.
جاءت الأحاديث بالوعيد الشديد لمن شرب في آنية الذهب والفضة، أو أكل في صحافهما. فعن حذيفة رضي الله عنه

قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة " رواه البخاري ومسلم،

وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم " رواه البخاري ومسلم.

-الحذر من الأكل متكئاً، أو منبطحاً على وجهه.
فقد ورد النهي عن ذلك، روى أبو جحيفة أنه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده لا آكُلُ وأنا متكئٌ. رواه البخاري.

وذلك لأنها من فعل الجبابرة وملوك العجم، وهي جلسة من يريد الإكثار من الطعام. وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين؛ عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل وهو منبطح على بطنه. رواه أبو داود وابن ماجه.

- الحذر من عيب الطعام واحتقاره.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله وإن كرهه تركه. " رواه البخاري ومسلم.

- كراهية التنفس في الإناء، والنفخ فيه .
فعن أبي قتادة رضي الله عنه: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء" رواه البخاري ومسلم.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه. رواه الترمذي وغيره.

- كراهية الشرب من فم السقاء.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم القربة أو السقاء وأن يمنع جاره أن يغرز خشبة في جداره. رواه البخاري.

-استحباب الكلام على الطعام.
مخالفة للعجم فإنها من عاداتهم، والمشابهة منهيٌ عنها. قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال إسحاق بن إبراهيم: تعشيت مرة أنا وأبو عبد الله (الإمام أحمد بن حنبل) وقرابة له، فجعلنا لا نتكلم وهو يأكل ويقول: الحمد لله وبسم الله،

ثم قال: أكلٌ وحمدٌ خيرٌ من أكل وصمت. ولم أجد عن أحمد خلاف هذه الرواية صريحاً، ولم أجدها في كلام أكثر الأصحاب. والظاهر أن أحمد رحمه الله اتبع الأثر في ذلك؛ فإن من طريقته وعادته تحري الاتباع.

-كراهية الإكثار من الطعام، أو الإقلال منه بحيث يضعف الجسم.
فعن مقدام ابن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنٍ، بحسب ابن آدم أُكلاتٌ يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه " رواه البخاري.

-تحريم الجلوس على مائدة بها خمر.
فعن ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مطعمين، عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجلً وهو منبطح على بطنه. رواه أبو داود،

وعند أحمد بلفظ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يُشرب عليها الخمر... الحديث"

والحديث صريحٌ في النهي، والعلة في ذلك أن الجلوس مع وجود ذلك المنكر فيه إشعارٌ بالرضى والإقرار عليه.

- عدم الإسراف في المأكل والمشرب:
فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف أو مخيلة " رواه ابن ماجه.

- تجنب الجشاء على الطعام وغيره
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة " رواه الترمذي وابن ماجه.

-استحباب الأكل مع المملوك والخادم والعيال
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه" رواه البخاري.

-يستحب الأكل مما تأكل منه الزوجة وتتبع مكان أكلها وشربها
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العَرْق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم