الجمعة، 4 مارس 2022

  لا تُعَـيِّــرني 

  1. فإنِّي مُسلِمٌ مِثلك .
لا يَعيبُني طُولُ قامتي أو قِصَرُها ، ولا نحافةُ جِسمي أو ضَخامتُه .
لا يَعيبُني سَوادُ لوني ، ولا فُقدانُ بصري ، ولا بَترُ أحدِ أعضاءِ جِسمي .
. فلا تُعَـيِّـرنـي ..
إذا كنتُ فقيرًا ، فقـد يكونُ الفقرُ خيرًا لي مِن مالٍ يُطغيني .
وإذا كنتُ مريضًا ، فقـد يكونُ المرضُ سببًا في تقرُّبي إلى اللهِ تعالى ، وكثرةِ دُعائي له .
▫وإذا كُنتُ عقيمًا ، فقـد يكونُ هـذا ابتلاءً مِنَ اللهِ - عَزَّ وجَلَّ – يُثيبُني إذا صبرتُ عليه ورَضيتُ بما قَسَمَهُ لي .. فلا تُعَيِّرني بشئٍ ليس لي يَدٌ فيه .
لا تُناديني بلَقَبٍ لا أُحِبُّه .
ولا تُعَيِّرني بذنبِ غيري ، كآبائي أو أجدادي أو أحدِ أقربائي ، بل لا تُعَيِّرني بذنبٍ فعلتُهُ وتابَ اللهُ عليَّ منه ..
واعلم أنَّ اللهَ تعالى قادِرٌ على أنْ يبتلِيَكَ بما ابتلاهُ به ، وقادِرٌ على أنْ يجعلَ الناسَ يُعَيِّروكَ بشئٍ فيكَ قـد تكونُ غافِلاً عنه ، وهو سُبحانه قادِرٌ على أنْ ينتقِمَ لهُ مِنك ..
وقـد قيل : سعادةُ المَرءِ أنْ يَشتغِلَ بعُيوبِ نَفْسِهِ عن عيوبِ غيرِهِ .
وأخيــرًا ، أقولُ لَكَم : إذا رأيتَ مُبتلَىً بشئٍ في نَفْسِهِ أو في أهلِهِ ، فلا تُعَيِّره بذلك ، بل ادعُ له ، واحمد اللهَ تعالى على ما أنتَ فيه مِنَ النّعم ، فقـد يكونُ ما أنتَ فيه مِن صِحَّةٍ وغِنَىً وجاهٍ وغيره ابتلاءً واختبارًا مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ .
واذكُـر قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن رأى منكم مُبتَلَىً فقال : الحمدُ للهِ الذي عافاني مِمَّا ابتلاكَ به ، وفَضَّلني على كثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تفضيلاً ، لم يُصبه ذلك البَلاء )) رواه الترمذيُّ وصَحَّحه الألبانيُّ .
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق