الثلاثاء، 3 أبريل 2012

الحديث الحادي والثلاثون من أحاديث الأربعين النووية

بســم الله الرحــمن الرحـــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  الأربعون النووية
 الحديث الحادي والثلاثون: الزهد في الدنيا

عن أبي العبَّاسِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الساعديِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: (جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: يا رسولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللهُ وأَحبَّنِيَ النَّاسُ. فَقَالَ: { ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ }. حديثٌ حَسَنٌ رواهُ ابنُ ماجَه وغيرُهُ بأسانيدَ حَسنةٍ.

 

عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي ولم يبين اسم الرجل؛ لأنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال: ( يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ) وهذا الطلب لا شك أنه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة الله له وما يجلب محبة الناس له، فقال له النبي : { ازهد في الدنيا } يعني: اترك في الدنيا ما لا ينفعك في الآخرة وهذا يتضمن أنه يرغب في الآخرة؛ لأن الدنيا والآخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في الآخرة من الأمور التي تضيع وقته ولا ينتفع بها. أما ما يكون سبباً لمحبة الناس فقال: { ازهد فيما عند الناس يحبك الناس } فلا يطلب من الناس شيئاً ولا يتشوق إليه ولا يستشرف له ويكون أبعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس؛ لأن الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم استثقلوه وكرهوه، وإذا كان بعيداً عن ذلك فإنهم يحبونه.
من فوائد هذا الحديث: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي فيما ينفعهم.
ومن فوائده: أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته الله ويمقته الناس فبين النبي ما يكون به ذلك.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من زهد في الدنيا أحبه الله؛ لأن الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في الآخرة، وقد سبق معنى الزهد: وأنه ترك ما لاينفع في الآخرة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك.
ومن فوائد هذا الحديث: إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض الله للعبد وإن الطمع فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس للإنسان، والزهد فيما في أيديهم هو أكبر أسباب محبتهم.


(309 كلمة)

إعراب الحديث :
{ ازهد } : فعل أمر مبني على السكون . والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت . {في} : حرف جر . { الدنيا } : اسم مجرور علامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر. والجار والمجرور متعلقان بـازهد . { يحبك } : فعل مضارع مجزوم لأنه وقع جواباً للطلب. والكاف ضمير مبني على الفتح في محل نصب مفعول به . {الله } : فاعل مرفوع . { وازهد } : تعرب كالسابق . { فيما } : في حرف جر ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر . { عند } : ظرف مكان مضاف . { الناس } : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب . { يحبك الناس } : تعرب إعراب يحبك الله
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق