الأربعاء، 4 أبريل 2012

الحديث الخامس والثلاثون من أحاديث الأربعين النووية

بســم الله الرحــمن الرحـــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  الأربعون النووية
 الحديث الخامس والثلاثون: المسلم أخو المسلم


عَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِه ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وعِرْضُهُ}.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

 
قوله: { لا تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.
{ ولا تناجشوا } قال العلماء: المناجشه أن يزيد في السلعة، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.
{ ولا تباغضوا } البغضاء هي الكراهه، أي: لايكره بعضكم بعضاً.
{ ولا تدابروا } أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.
{ ولا يبع بعضكم على بيع بعض } يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول: أنا أبيع عليك بأقل؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء.
{ وكونوا عباد الله إخواناً } كونوا يا عباد الله إخواناً أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الاًخوة بقوله: { المسلم أخو المسلم } للجامع بينهما وهوالإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين.
{ لا يظلمه ] أي: لا يعتدي عليه.
{ ولا يخذله } في مقام أن ينتصر فيه.
{ ولا يكذبه } أي: يخبرهبحديث كذب.
{ ولا يحقره } أي: يستهين به.
{ التقوى ها هنا } يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني: يقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.
ثم قال: { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً.
{ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك.
{ وماله } لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.
{ وعرضه } أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.
فوائد الحديث: النهي عن الحسد، والنهي للتحريم، والحسد له مضار كثيرة منها: أنه كره لقضاء الله وقدره، ومنها أنه عدوان على أخيه، ومنها أنه يوجب في قلب الحاسد حسره؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.
ومن الفوائد: تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سبباً للتباغض وأسبابه، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سبباً يكون جالباً للبغض.
ومن فوائد الحديث: تحريم التدابر، و هو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية.
ومن فوائده: تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه.
ومنها: وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله: { وكونوا عباد الله إخوانا } ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره؛ لأن هذا ينافي الأخوة الإيمانية.
ومن فوائده: أن محل التقوى هو القلب، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال: ( التقوى ها هنا !) وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلاً وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح لأن النبي يقول: { ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب }.
ومن فوائد هذا الحديث: تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها، قال: { التقوى ها هنا } وأ شار إلى صدره ثلاث مرات.
ومن فوائده: عظم احتقار المسلم، لقول النبي : { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.
ومن فوائد الحديث: تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل، لكن توجد أسباب تبيح ذلك؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى:42]. وقال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ [الشورى:41].
ومن فوائده: أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد.(629 كلمة)
 إعراب الحديث :
من قوله " : { لا تحاسدوا } إلى قوله : { تدابروا } : أفعال مضارعة مجزومة بلا الناهية علامة جزمها حذف النون . والواو ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل . { ولا يبع } : الواو حرف عطف . { لا } : ناهية . { يبع } : فعل مضارع مجزوم علامة جزمه السكون . { بعضكم } : بعض فاعل مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير خطاب مبني على الضم في محل جر بالإضافة . { على بيع } : جار ومجرور متعلقان بـ يبع . { بعض } : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . { و } : حرف عطف . { كونوا } : فعل أمر من كان يعمل عملها أي يرفع الاسم وينصب الخبر . { الواو } : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان . { عباد } : منادى بحرف نداء محذوف منصوب، وهو مضاف . { الله } : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . { إخواناً } : خبر كان منصوب . { المسلم أخو } : مبتدأ وخبر مرفوعان . جملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب . { المسلم } : الثانية مضاف إليه مجرور . { لا } : نافية . {يظلمه} : فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة وفاعله مستتر جوازاً تقديره هو { الهاء }: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر . { ولا يخذله ، يحقره } : تعرب إعراب يظلمه . { التقوى } : مبتدأ مرفوع بضمة مقدره منع من ظهورها التعذر . {ههنا} : اسم إشارة يفيد الظرفية متعلق بمحذوف خبر المبتدأ . { ويشير } : الواو واو الحال يشير فعل مضارع مرفوع علامة رفعه الضمة . والفاعل مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل نصب حال من فاعل قال . { إلى صدره } : جار ومجرور متعلقان بــ يشير . والهاء في محل جر بالإضافة . { ثلاث } : نائب مفعول مطلق مبين للعدد وهو مضاف مرات مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . { بحسب } : جار ومجرور خبر مقدم وهو مضاف امرئ مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . { من الشر } : جار ومجرور متعلقان بمعنى حَسْب أي يكفي . { أن يحقر } : { أن } : حرف مصدري . {يحقر } : فعل مضارع منصوب بأن علامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، الفعل يحقر يؤول بمصدر مبتدأ مؤخر . {أخاه } : مفعول به منصوب علامة نصبه الألف وهو مضاف . الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة . {المسلم} : صفة منصوبة علامة نصبها الفتحة . { كل } : مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة ، وهو مضاف . {المسلم } : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة على المسلم جار ومجرور متعلقان بحرام . { حرام } : خبر المبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة . { دمه } : بدل من حرام مرفوع ، وهو مضاف. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة . { ماله وعرضه } : تعربان إعراب دمه . 

 



 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق