الخميس، 5 أبريل 2012

الحديث الأربعون من أحاديث الأربعين النووية

بســم الله الرحــمن الرحـــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  الأربعون النووية
 الحديث الأربعون: كن في الدنيا كأنك غريب

عن ابنِ عمرَ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:( أَخَذَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبَيَّ فقالَ:{كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ}.
وكانَ ابنُ عُمَر رَضِي اللهُ عَنْهُما يقولُ: إذا أمسيـْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المساءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، ومِنْ حياتِكَ لِمَوْتِكَ
).
رواه البخاريُّ.

 (325 كلمة)

الحديث الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( أخذ رسول الله بمنكبي ) يعني: أمسك بهما لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له: { كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل } الغريب: المقيم في البلد وليس من أهلها، أو عابر سبيل: هو الذي مر بالبلد، وهو ماشي مسافر، ومثل هؤلاء - أعني الغريب أو عابر سبيل - لا يتخذ هذا البلد موطناً ومستقراً، لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ) يعني إذا أمسيت فلا تقول: سوف أبقى إلى الصباح، كم من إنسان أمسى ولم يصبح، وكذلك قوله: ( وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ) فكم من إنسان أصبح ولم يمسي ومراد بن عمر في ذلك: أن ينتهز الإنسان الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر.
قال: ( وخذ من صحتك لمرضك ) يعني: بادر في الصحة قبل المرض فإن الإنسان ما دام صحيحاً يسهل عليه العمل، لأنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس، والمريض يضيق صدره ولا تنبسط نفسه فلا يسهل عليه العمل.
قال: ( ومن حياتك لموتك ) أي انتهز الحياة ما دمت حياً قبل أن تموت لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله صح ذك عن النبي حيث قال: { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له }.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل }.
ومن وفوائده: أنه ينبغي للعاقل مادام باقياً والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله، ومنها أنه ينبغي للمعلم أن يفعل الأسباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
ومن وفوائد الحديث: فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله .
 إعراب الحديث :
{ أخذ } : فعل ماضٍ مبني على الفتح . { رسول } : فاعل مرفوع ، وهو مضاف . { الله } : مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة . { صلى } : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر . { الله } : فاعل . { عليه } : جار ومجرور متعلقان بـ صلى ، { و } : حرف عطف . { سلّم } : فعل ماضٍ مبني على الفتح . { بمنكبي } : { الباء } : حرف جر . { منكب } : اسم مجرور وهو مضاف الياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة . { فقال } : الفاء حرف عطف قال فعل ماضٍ مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . {كن} : فعل أمر مبني على السكون واسمها مستتر وجوباً تقديره أنت . { في الدنيا } : جار ومجرور متعلقان بكن . { كأنك } : كأنّ حرف توكيد ونصب ، {الكاف } : اسمها مبني على الفتح في محل نصب . { غريب } : خبر كأن مرفوع علامة رفعه الضمة ، والجملة في محل نصب : خبر كن . { أو } : حرف عطف . {عابر}: معطوف على غريب مرفوع مثلها وهو مضاف . {سبيل}: مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة .

السلام

السلام, ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق