بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد من الحديث الثاني
الحديث الثالث
الحديث الثالث
هذا الحديث كما نُقل عن ابن دقيق العيد رحمه الله في أهمية هذا الحديث فهو كالأم للسنة، فهو ليس أم السنة، لكن نقول كالأم للسنة، كفاتحة الكتاب سُميت أم القرآن، ويظهر أن الحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله ذكر هذا لما يشتمل عليه هذا الحديث من بيان مراتب الدين العظيمة كما سيأتي.
مسائل الحديث:
الوحدة الأولى منهجية التعلم :
المقصود من منهجية التعلم أي طرائق التعلم الصحيحة وآداب التعلم، فجبريل عليه السلام ذكر لنا بعض معالم هذه المنهجية.
المسألة الأولى النظافة وحسن الهيئة:
مما ذُكر في هذا الحديث حسن الهيئة، ونلاحظ أنه قال في الحديث: شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، مما يدل على أن طالب العلم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو للقرآن أو لأحكام الدين من الحلال والحرام أو غيرها، ينبغي أن يكون متهيئًا بالنظافة الظاهرة كما هو متهيئٌ بالنظافة الباطنية، فكما نظف قلبه واستعد لطلب العلم وهيأ ذهنه، فكذلك ظاهره لا بد أن يكون متهيئا.
المسألة الثانية جلسة التعلم :
نلاحظ في الحديث أنه قال فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، فهذا يدلنا على أن طالب العلم لا يجلس جلسة اللامبالي، ولا يجلس جلسة الغير مهتم، بل يجلس الجلسة التي يظهر فيها اهتمامه لطلب العلم، فيتعلم بعد أن هيأ ذهنه وتهيأ في جلسته.
المسألة الثالثة حسن الإصغاء :
فهذه الجلسة تدل على حسن الإصغاء، فهذا الإصغاء بلا شك يفيده في تلقي هذا العلم فيفهم المراد فهمًا سليمًا، فلا ينقل النقل الخاطئ.
المسألة الرابعة الحرص :
عندما أتى طالب العلم متهيئا ومتنظفا وجلس جلسة المتلقي للعلم بحسن إصغاء، فهذا يدل على الحرص الشديد لهذا العلم، فيستصغر لمعلمه، ولذلك كان ابن عباس رضي الله عنهما وهو صغيرٌ بعد ما تُوفي النبي صلى الله عليه وسلم وانتقل إلى الرفيق الأعلى، كان يذهب إلى أمكنة بعيدة ليسمع مسألة من المسائل، وفي مرة من المرات كان ذاهبًا عند زيد بن ثابت، لأن زيد بن ثابت اشتهر بالفرائض، فذهب إلى زيد يتعلم منه بعض المسائل الفرضية، فكان جالسًا عند الباب والشمس شديدة الحرارة حتى خرج زيد بن ثابت، واستغرب مجيء ابن عباس رضي الله عنهما، وقال ما معناه لمَ لم تطرق الباب؟ لمَ لم تخبرني؟ لأخرج لك؟ قال: لا، وبما معناه هذا واجبي أن أجلس وأنتظر حتى تخرج، أنت المعلم وأنا المستفيد، فخرج زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأمر ابن عباس أن يركب الناقة، فرفض ابن عباس ولم يتحرك حتى ركب زيد بن ثابت ومسك بركاب الناقة، وقال هكذا أمرنا أن نقدر علماءنا، وإذا كان الطالب يريد أن يستفيد في الصغر وليظهر أثر هذا العلم في الكبر، لابد أن يتهيأ هذا التهيؤ ويستصغر لمعلمه.
المسألة الخامسة السؤال :
فلا يكون العلم بمجرد الشرح دائمًا، ولذلك كان كثيرٌ مما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق السؤال، فالسؤال سبيل من سبل التعلم، ولذلك يقول مجاهد بن جبر التابعي رحمه الله ورضي عنه "لا ينال العلم مستحٍ ولا مستكبر"، فالذي يستحي عن السؤال لا يتعلم إلا الشيء اليسير مما يسمع، فقد تصل إلى ذهنه مسألة ولا يفهمها أو قد لا يستوعبها، أو قد يكون لها ملحقات ونحو ذلك، فيسأل عما أشكل عليه، ولذلك كان الصحابة يبادرون لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما نزل قوله سبحانه وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾
[المائدة: 101]،
ظنوا الإحجام عن السؤال، فكانوا يفرحون إذا أتى أحد من خارج المدينة ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم.
هنا جبريل عليه السلام أراد أن يعلم الأمة كلها أن السؤال طريق العلم، ولذلك جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله عن المهمات، فالسؤال طريق من طرق التعلم، والله سبحانه وتعالى ندب إلى ذلك، فقال
﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾
[النحل:43، الأنبياء:7].
المسألة السادسة السؤال عن المهمات الكبرى :
كذلك من معالم منهجية التعلم كما في هذا الحديث السؤال عن المهمات الكبرى التي نستفيد منها في حياتنا الدنيوية وفي حياتنا الأخروية، لذلك جبريل عليه السلام علمنا ما الذي يسأل عنه وما الذي لا يسأل عنه، لذلك سأل جبريل عن الإسلام، عن الإيمان، عن الإحسان، فعندما سأل عن موعد الساعة، أجاب النبي صلى الله عليه وسلم ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل )، لأن ذلك لا ينفع الإنسان، لأن عمره محدود، فإذا توفي قامت قيامته، ودخل في عالم الغيب، ودخل في عالم الآخرة، لكنه عندما سأل عن علاماتها وعن أماراتها أخبره النبي صلى الله عليه وسلم وأجابه، لأن في هذه العلامات إحياء لإيمان الإنسان، وإحياء لما يدفع الإنسان للعمل لآخرته.
المسألة السابعة الإجابة على قدر السؤال :
كذلك في منهجية التعلم، أجوبة النبي صلى الله عليه وسلم، فالإجابة على قدر السؤال، وبما يلم شعث السؤال، أحيانًا يقول لك الإنسان كيف أحج؟ الحج لو أخذته بدقائقه كم تأخذ في الزمن؟ على الأقل أسبوع، لكن هذا سائل أمامك، ووراءه مجموعة من الناس يسألون، يقول لك كيف أحج؟
تعطيه المهمات كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم هنا، يعطي المهم في السؤال، فلما سأل عن الإسلام أعطاه الأركان الخمسة، لم يفصل في الصلاة، ولم يفصل في الزكاة، ولا في الحج ولا في الشهادتين ولا في الصيام، ولا الواجبات الأخرى، مع أنها داخلة في الإسلام، وكذلك عن الإيمان، إذًا أحيانًا السؤال يكون كبير، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد المعلم أن يلم شعث السؤال بالجواب المفيد، لذلك الدين كله في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأسئلة.
المسألة الثامنة الحرص على ظهور الحقيقة :
كذلك من معالم المنهجية في التعلم المأخوذة من هذا الحديث الحرص على ظهور الحقيقة، كيف يكون هذا؟
عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عمر ( أتدرون من السائل؟ )، أجاب عمر "الله ورسوله أعلم"، فكذلك الإنسان إذا سئل سواء كان عالمًا أو طالب علم، إذا سئل عن شيء وهو لا يدري يقول لا أدري، ولذلك الإمام مالك يقول "لا أدري نصف العلم"، فلا يدخل الشيطان على الإنسان ليجيب عن كل شيء، ولذلك تجد كثيرٌ من الطلاب أو من المجالس عندما يطرح سؤال تجد كثيرٌ من الناس يسارع في الجواب، وهذا فيه خطورة إذا كان لا يدري وأجاب، حتى لو أجاب بصواب تكون إجابته خاطئة، لأن منبعها على غير علم.
فإذًا عمر رضي الله عنه قال لا أدري، مع أنه يقول "بينما نحن جلوس عند النبي"، أي أنه قال ذلك في مجمع من الناس، فيتعلم الإنسان هذا منذ مرحلة الطلب حتى لا يغلب عليه الكبر ويدخل عليه الشيطان ويقول إن الناس يقولون أن فلان كيف لا يدري عن هذه المسألة وهذه المسألة يعرفها الصغير أو يعرفها الكبير، ولكن فوق كل ذي علم عليم.
الوحدة الثانية مراتب الدين :
المسألة الأولى مراتب ودرجات الدين :
فالنبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أسئلة جبريل بين أصول هذا الدين، فالدين مراتب، المرتبة الأولى الإسلام، المرتبة الثانية الإيمان، والمرتبة الثالثة الإحسان، ومن الممكن أن نجعلها ثلاث دوائر:
· الدائرة الكبرى الإسلام، هذه الدائرة الكبرى تمثل الأعمال الظاهرة ولذلك أجاب النبي صلى الله عليه وسلم:
o ( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).
o والثانية أن تقيم الصلاة.
o والثالثة أن تؤتي الزكاة.
o والرابعة أن تصوم رمضان.
o والخامسة أن تحج بيت الله الحرام ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
فالإسلام أن تستسلم وتنقاد لله عزّ وجلّ، فتخلص هذه العبادات لله سبحانه وتعالى، وهذه الأركان هي الأسس، وإلا فالأعمال كثيرة، كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتعامل بالأخلاق الفاضلة، والصدقات، والإنفاق بأنواعه، والعمرة، وعمل الخير بأنماطه المتعددة، الإسلام إذًا شعب، ولذلك اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأسس، وسيأتينا تفصيلها في حديث ابن عمر.
· الدائرة الأخص أو الأكثر خصوصية الإيمان، الإيمان يمثل الأعمال الباطنة، ولكن يظهر أثرها على الجوارح:
o الإيمان بالله.
o الإيمان بالملائكة.
o الإيمان بالرسل.
o الإيمان بالكتب.
o الإيمان باليوم الآخر.
o الإيمان بالقدر خيره وشره، كل هذه أعمال باطنة.
· الدائرة الثالثة وهي أخص من الدائرتين، وهي الإحسان،
والإحسان كما عرفنا في الدرس الماضي أنه الإتقان، ويمثل الإحسان أعلى درجات الدين، أعلى درجات العبودية لله جلّ وعلا، كما يمثل أعلى درجات التعامل بين الإنسان وبين الخلق، كما بينا في الدرس السابق، والإحسان درجتان:
o الدرجة الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه، أي تستشعر أنك ترى الله سبحانه وتعالى.
o الدرجة الثانية: أن تستشعر بأن الله يراك.
إذًا الدين ثلاث مراتب، المرتبة الأولى وهي المرتبة الواسعة وتمثل الأعمال الظاهرة، المرتبة الثانية تمثل الأعمال الباطنة، المرتبة الثالثة تمثل قمة العبودية إذا وصل الإنسان إلى أن يستشعر في عبوديته أن الله يراه ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).
المسألة الثانية مراتب الدين تزيد وتنقص :
الدين مراتب، فهو يزيد وينقص، ولذلك المصلي قد يصلي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج من صلاته له ربعها، له نصفها، له ثلثها، له عشرها، وكذلك كما ذكرنا في تعريف الإيمان، وقلنا إنه قولٌ وعمل واعتقادٌ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. كذلك هو درجات،إذا ذكر الإسلام والإيمان جميعًا أخذا هذا التعريف، لكن لو قال إنسان أنا مؤمن، يدخل فيه الإسلام، إذا قال أنا مسلم كذلك يدخل، ولذلك قال العلماء "إذا اجتمعا افترقا"، أي إذا اجتمعا في اللفظ افترقا في التعريف، وإذا افترقا في اللفظ اجتمعا في المعنى.
المسألة الثالثة أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد :
ومما يفيده الحديث في هذه الوحدة، وحدة مراتب الدين، أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد؛ لأنه يقول ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، فالله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد، ويعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة،﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[الزلزلة: 7-8]
فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره، والذرة أصغر شيء، فلا يحقر الإنسان من المعروف شيئًا ولو كان قليلا فسيجده عند الله، ولا يستصغر من المعاصي شيئًا ولو كان قليلا فسيجده في صحيفته يوم القيامة عند الله عزّ وجلّ، لذا يحرص المسلم على أي فعلٍ من أعمال الخير ليجدها عند الله سبحانه وتعالى ويحذر من أعمال الشر.
الوحدة الثالثة الساعة :
والساعة المقصود بها يوم القيامة، ويوم القيامة يومٌ مهوب، قال عنه سبحانه وتعالى ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]،
فالساعة أمرها شديد، ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿33﴾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿34﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿35﴾وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾ [عبس:33-36]، ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾
[الانفطار: 19]،
فإذًا نفسي نفسي، فالساعة أمرها مهوب، لذا لأهميتها سأل عنها جبريل، متى الساعة وما موعدها، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل )، فقال ما أماراتها، قال ( أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )، ويبعث الناس بهذه الحالة، حفاة عراة غرلا بهمًا كما جاء في الحديث الآخر، عائشة رضي الله عنها تتعجب من هذا الأمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الأمر أعظم من ذلك ).
المسألة الأولى مراتب ودرجات الدين :
فالنبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أسئلة جبريل بين أصول هذا الدين، فالدين مراتب، المرتبة الأولى الإسلام، المرتبة الثانية الإيمان، والمرتبة الثالثة الإحسان، ومن الممكن أن نجعلها ثلاث دوائر:
· الدائرة الكبرى الإسلام، هذه الدائرة الكبرى تمثل الأعمال الظاهرة ولذلك أجاب النبي صلى الله عليه وسلم:
o ( أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).
o والثانية أن تقيم الصلاة.
o والثالثة أن تؤتي الزكاة.
o والرابعة أن تصوم رمضان.
o والخامسة أن تحج بيت الله الحرام ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
فالإسلام أن تستسلم وتنقاد لله عزّ وجلّ، فتخلص هذه العبادات لله سبحانه وتعالى، وهذه الأركان هي الأسس، وإلا فالأعمال كثيرة، كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتعامل بالأخلاق الفاضلة، والصدقات، والإنفاق بأنواعه، والعمرة، وعمل الخير بأنماطه المتعددة، الإسلام إذًا شعب، ولذلك اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأسس، وسيأتينا تفصيلها في حديث ابن عمر.
· الدائرة الأخص أو الأكثر خصوصية الإيمان، الإيمان يمثل الأعمال الباطنة، ولكن يظهر أثرها على الجوارح:
o الإيمان بالله.
o الإيمان بالملائكة.
o الإيمان بالرسل.
o الإيمان بالكتب.
o الإيمان باليوم الآخر.
o الإيمان بالقدر خيره وشره، كل هذه أعمال باطنة.
· الدائرة الثالثة وهي أخص من الدائرتين، وهي الإحسان،
والإحسان كما عرفنا في الدرس الماضي أنه الإتقان، ويمثل الإحسان أعلى درجات الدين، أعلى درجات العبودية لله جلّ وعلا، كما يمثل أعلى درجات التعامل بين الإنسان وبين الخلق، كما بينا في الدرس السابق، والإحسان درجتان:
o الدرجة الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه، أي تستشعر أنك ترى الله سبحانه وتعالى.
o الدرجة الثانية: أن تستشعر بأن الله يراك.
إذًا الدين ثلاث مراتب، المرتبة الأولى وهي المرتبة الواسعة وتمثل الأعمال الظاهرة، المرتبة الثانية تمثل الأعمال الباطنة، المرتبة الثالثة تمثل قمة العبودية إذا وصل الإنسان إلى أن يستشعر في عبوديته أن الله يراه ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).
المسألة الثانية مراتب الدين تزيد وتنقص :
الدين مراتب، فهو يزيد وينقص، ولذلك المصلي قد يصلي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج من صلاته له ربعها، له نصفها، له ثلثها، له عشرها، وكذلك كما ذكرنا في تعريف الإيمان، وقلنا إنه قولٌ وعمل واعتقادٌ يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. كذلك هو درجات،إذا ذكر الإسلام والإيمان جميعًا أخذا هذا التعريف، لكن لو قال إنسان أنا مؤمن، يدخل فيه الإسلام، إذا قال أنا مسلم كذلك يدخل، ولذلك قال العلماء "إذا اجتمعا افترقا"، أي إذا اجتمعا في اللفظ افترقا في التعريف، وإذا افترقا في اللفظ اجتمعا في المعنى.
المسألة الثالثة أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد :
ومما يفيده الحديث في هذه الوحدة، وحدة مراتب الدين، أن الله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد؛ لأنه يقول ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، فالله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال العباد، ويعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة،﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾[الزلزلة: 7-8]
فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره، والذرة أصغر شيء، فلا يحقر الإنسان من المعروف شيئًا ولو كان قليلا فسيجده عند الله، ولا يستصغر من المعاصي شيئًا ولو كان قليلا فسيجده في صحيفته يوم القيامة عند الله عزّ وجلّ، لذا يحرص المسلم على أي فعلٍ من أعمال الخير ليجدها عند الله سبحانه وتعالى ويحذر من أعمال الشر.
الوحدة الثالثة الساعة :
والساعة المقصود بها يوم القيامة، ويوم القيامة يومٌ مهوب، قال عنه سبحانه وتعالى ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]،
فالساعة أمرها شديد، ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴿33﴾ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿34﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿35﴾وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾ [عبس:33-36]، ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾
[الانفطار: 19]،
فإذًا نفسي نفسي، فالساعة أمرها مهوب، لذا لأهميتها سأل عنها جبريل، متى الساعة وما موعدها، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل )، فقال ما أماراتها، قال ( أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )، ويبعث الناس بهذه الحالة، حفاة عراة غرلا بهمًا كما جاء في الحديث الآخر، عائشة رضي الله عنها تتعجب من هذا الأمر، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الأمر أعظم من ذلك ).
أمارات الساعة وعلاماتها :
إذًا السؤال عن الأمارات، والسؤال عن العلامات لأجل أن يستعد الإنسان، فإذا عرفها وتعلمها حينئذٍ كان هذا حافزًا للنشاط والعمل والجد، أما السؤال عن موعد الساعة فلا يفيد، لأن الإنسان إذا مات قامت قيامته، انتقل إلى قبره ويبدأ الاختبار في الجولة الأولى في القبر، من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟، هذه الأسئلة الثلاثة التي سيسأل عنها في القبر، إما في عذاب وإما في نعيم، علامات الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم:
·الاشتغال بالدنيا، بالتطاول بالعمران، ولذلك هذا فيه إشارة إلى أنه على الناس عندما يتطاولون في بنيانهم أن يحذروا، وكذلك على الإنسان أيضًا عندما يرى الناس يتطاولون في البنيان أن يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
· كذلك من العلامات أن تلد الأمة ربتها، أن تكون الأمة سيدة أمها، وهذا فيه إشارة إلى فساد الزمان بكثرة العقوق ونحو ذلك.
من فوائد الحديث :
الدعوة إلى الله عزّ وجلّ
على الداعية أن يهتم بما يفيد الناس عمومًا، ويتحدث عن ذلك، ويردد مثل هذا الكلام، ماذا يهم الناس في عقيدتهم، في صلاتهم، في زكاتهم، في حجهم، في صومهم، في إيمانهم بالله عزّ وجلّ، في ما ينفعهم في الدنيا، في ما ينفعهم في الآخرة، بما يقيم عليه حياة الناس، النبي صلى الله عليه وسلم هكذا كان منهجه في دعوته عندما بعثه الله سبحانه وتعالى، كان في البداية يطلب من الناس لا إله إلا الله، قال ( يا عم قل لي كلمة أحاج لك بها عند الله، قل لا إله إلا الله)، إذًا نبدأ بالأسس، لذلك هنا جبريل عليه الصلاة والسلام بدأ بالأسئلة في الأسس، الإسلام، الإيمان، الإحسان، الذي يهم الناس، لم يدخل في الجزئيات التي قد لا تهم كثيرًا منهم، أو قد تهم طرفًُا من الناس وبعض الناس لا تهمهم، أو فئة من الناس وفئة أخرى لا تهمهم، لكن هذه تهم كل مخلوق من الناس. ولذلك ينبغي على الداعية أن يهتم بما يصلح حال الناس، ولكل مقامٍ مقال
إذًا السؤال عن الأمارات، والسؤال عن العلامات لأجل أن يستعد الإنسان، فإذا عرفها وتعلمها حينئذٍ كان هذا حافزًا للنشاط والعمل والجد، أما السؤال عن موعد الساعة فلا يفيد، لأن الإنسان إذا مات قامت قيامته، انتقل إلى قبره ويبدأ الاختبار في الجولة الأولى في القبر، من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟، هذه الأسئلة الثلاثة التي سيسأل عنها في القبر، إما في عذاب وإما في نعيم، علامات الساعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم:
·الاشتغال بالدنيا، بالتطاول بالعمران، ولذلك هذا فيه إشارة إلى أنه على الناس عندما يتطاولون في بنيانهم أن يحذروا، وكذلك على الإنسان أيضًا عندما يرى الناس يتطاولون في البنيان أن يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
· كذلك من العلامات أن تلد الأمة ربتها، أن تكون الأمة سيدة أمها، وهذا فيه إشارة إلى فساد الزمان بكثرة العقوق ونحو ذلك.
من فوائد الحديث :
الدعوة إلى الله عزّ وجلّ
على الداعية أن يهتم بما يفيد الناس عمومًا، ويتحدث عن ذلك، ويردد مثل هذا الكلام، ماذا يهم الناس في عقيدتهم، في صلاتهم، في زكاتهم، في حجهم، في صومهم، في إيمانهم بالله عزّ وجلّ، في ما ينفعهم في الدنيا، في ما ينفعهم في الآخرة، بما يقيم عليه حياة الناس، النبي صلى الله عليه وسلم هكذا كان منهجه في دعوته عندما بعثه الله سبحانه وتعالى، كان في البداية يطلب من الناس لا إله إلا الله، قال ( يا عم قل لي كلمة أحاج لك بها عند الله، قل لا إله إلا الله)، إذًا نبدأ بالأسس، لذلك هنا جبريل عليه الصلاة والسلام بدأ بالأسئلة في الأسس، الإسلام، الإيمان، الإحسان، الذي يهم الناس، لم يدخل في الجزئيات التي قد لا تهم كثيرًا منهم، أو قد تهم طرفًُا من الناس وبعض الناس لا تهمهم، أو فئة من الناس وفئة أخرى لا تهمهم، لكن هذه تهم كل مخلوق من الناس. ولذلك ينبغي على الداعية أن يهتم بما يصلح حال الناس، ولكل مقامٍ مقال

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق