الخميس، 15 مارس 2012

الحديث العاشر الاقتصار على الحلال الطيب

بســم الله الرحــمن الرحـــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شرح الأحاديث العاشر والحادي عشر والثاني عشر



الحديث العاشر

الاقتصار على الحلال الطيب




عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } ، وقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء : يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذِيَ بالحرام فأَنَّى يستجاب له ؟!) [رواه مسلم]




تخريج الحديث:



هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم، وما دام أنه أخرجه الإمام مسلم رحمه الله فمعنى ذلك أن الحديث صحيح، فالحديث صحيح
.


ألفاظ الحديث:


(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً
) إن الله تعالى طيب يعني : طاهر منزه من النقائص والعيوب، والطيب : اسم من أسماء الله - جلّ وعلا - فهذا الاسم معناه : أنه طاهر منزه من النقائص والعيوب، والطيب اسم من أسماء الله - جلّ وعلا - .


قال : ( لا يقبل إلا طيبا ) لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً، خالياً من المفسدات، إذا كانت في الأعمال كالرياء والعجب والغرور ونحو ذلك، أو من المفسدات من الأموال التي تفسد الأموال، فلا يقبل منها إلا ما كان طيباً كالأموال التي يتعامل فيها بالحرام كالربا، وأكل أموال الناس بالباطل، والتدليس، وغير ذلك
.

والطيب ضده الخبيث؛ لذلك أحل الله - جلّ وعلا - لنا الطيبات وحرم الخبائث
.


قال : ( وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ) المؤمنون هنا يدخل فيهم عامة المسلمين، والمرسلين المرسل من الرسل من أوحي إليه بوحي وأمر بتبليغه، والمراد هنا أن الله - جلّ وعلا - سوى بين المرسلين وبين المؤمنين في الأمر بالطيبات وأن الله - جلّ وعلا - لا يقبل منهم إلا ما كان طيباً.

ثم استشهد بقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ وقلنا : الطيبات ضدها الخبائث، فما أحله الله فهو طيب، وما حرمه فهو خبيث، وما كان خبيثاً فهو محرم، وما كان طيباً فهو حلال
.

وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر, هذه علامة على ماذا؟ على الابتذال والتذلل فهو أشعث في لباسه أغبر في هيئته في شكله في شعره،
يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب
، يعني : يرفع يديه داعياً الله - عز وجل –

ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام
، غذِّي تأتي بالتشديد وتأتي بالتخفيف وغذِي، وهي أقرب للتخفيف. يعني : ربى جسده، ونمى جسده على الحرام

قال : ( فأنى يستجاب له ) يعني : كيف يستجاب لمن هذه حاله الذي يتعامل بالحرام
.وقوله : أنى يستجاب يعني : كيف يستجاب؟! على وجه التعجب، فمثل هذا لا يستجاب له؛ لأنه وضع حاجزاً بينه وبين قبول دعائه، وهو أكل الحرام
 

مسائل الحديث


الوحدة الأولى: التعامل بالطيب أو بالطيبات:



المسألة الأولى :



أن الله - سبحانه وتعالى - سماه - النبي صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث بالطيب قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) وعرفنا : أن الطيب هو الطاهر المنزه من العيوب ومن النقائص .
فالطيب : اسم من أسماء الله، وكما هو معلوم أن أسماء الله - جلّ وعلا - وصفاته تثبت كما جاءت عنه - جلّ وعلا - وكما جاءت عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف لمعناها، ولا تأويل لمعناها، ومن غير تشبيه بخلقه ولا تمثيل ولا تكييف لهذا الاسم أو لتلك الصفة ,فلله الأسماء الحسنى والصفات العلى - سبحانه وتعالى - فالله - جلّ وعلا - طيب ومن أسمائه الطيب، وعرفن : أن الطيب الطاهر المنزه من النقائص والعيوب.
والأسماء كما عرفنا تثبت كما جاءت ومعناها واضح، كما عرفنا معنى الطيب هنا ولكن المرفوض هو التكييف،

كيف يكون سميعًا، كيف يكون بصيرًا؟
يسمع بأذن أو يبصر بعين، هل له جسم أو ليس له جسم ؟
هذا التكييف مرفوض

.فالله - سبحانه وتعالى - لم يجعل علمه للبشر؛ ولذلك الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء، قال :
الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة،
يعني : السؤال عن الكيف، والسؤال عنه بدعة يعني : السؤال عن الكيف، فالأسماء والصفات تثبت لله - جلّ وعلا - بما ذكر .


المسألة الثانية :


الله تعالى يحب أن يكون عباده المؤمنين طيبين، يحب أن يكون عباده طيبين بهذه الأمور كله : طيبين في الأقوال، طيبين في الأعمال، طيبين في الأخلاق، طيبين في المعاملات والتعامل، طيبين في المعتقد، طيبين في الأجساد، طيبين في الأموال .
وقد وصفهم الله - جلّ وعلا - بذلك وصف المؤمنين ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ ﴾ [النحل :32] وقال - جلّ وعلا - بناء على ذلك ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ﴾[الأعراف : 157
[ فيحب - جلّ وعلا - من عباده المؤمنين أن يكونوا طيبين، ومن هنا ينبغي للمسلم أن يسعى؛ لكي يكون كلامه طيباً، عمله طيباً، ماله طيباًَ، لا يشوبه شائبة حرام، معتقده الذي يعتقده في الله وفى هذا الكون يعني : إيمانه، وأن يكون طيباً كذلك في تعامله وأخلاقه مع الآخرين يكون طيباً
 المسألة الثالثة :

وهي أن الله - جلّ وعلا - بما أنه لا يحب من عباده إلا أن تكون أمورهم طيبة؛ فلا يقبل من الأعمال والأقوال إلا ما كان طيبا؛ لذلك يقول - سبحانه وتعالى - ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر : 10]

فلذلك لا يقبل الله - جلّ وعلا - من الأقوال ومن الأعمال ومن الأموال ومن التعاملات إلا ما كان طيباً؛

ولذلك قال : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً ﴾[البقرة :168].


ومن هنا ينبغي للمسلم أن يحرص تمام الحرص أن تكون أموره كلها طيبة، فيكون أعماله، وأقواله، وأمواله، طيبة، لكي يتقبلها الله - جلّ وعلا -.



المسألة الرابعة:


يجب على المسلم أن يحذر من الحرام، أن يحذر من التعامل بالحرام؛ لأن الحرام ضد الطيب؛ ولذلك يقول - جلّ وعلا - ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [النساء :29]،

فنهى الله - سبحانه وتعالى - عن التعامل بالحرام، والتعامل بالحرام كما سيأتي عواقبه وخيمة، والتعامل بالحرام سواء كان القول،

والأقوال المحرمة بينت لنا في الشريعة :



كالكذب، قول الزور، الغيبة، النميمة، الغمز واللمز، بالمسلمين، الاستهزاء بالله وبرسوله وبآياته وبشرعه وبأحكامه وحلاله وحرامه بالبهتان بالسخرية بالمسلمين، وكل هذه من الأقوال الخبيثة وليس طيبة فيجب أن ينتبه المسلمون.


التعامل بالحرام في الأموال مثل الربا، مثل ما فيه غرر ما فيه جهالة، فيه ظلم للآخرين فيه ضرر على الآخرين، فيه ضرر على الأجساد، هذا كله من التعامل بالحرام فيجتنبه المسلم، يعني : ما كان من الأموال فيه ربا، فيه سرقة، فيه غصب، فيه اعتداء على الآخرين، فيه ظلم للآخرين، فيه ضرر على الآخرين، بل فيه ضرر على جسده : كالسم، والسحر، ونحو ذلك؛ إذاً يجب على المسلم أن يبتعد عن الحرام من الأقوال من الأعمال من الأموال وهكذا.



المسألة الخامسة :




هي أنه يجب على المسلم أن يجد ويجتهد ويعمل ويكدح؛ لكي يحصِّل الطيب، ومن هنا أمر - النبي صلى الله عليه وسلم - أصحابه بالعمل، ونهى عن السؤال، فالإنسان الذي يبحث عن الطيب يجب أن يكون جادًا عاملًا، يجتهد يسعى يكد يكدح في طلب الطيب؛ ولذلك جاء عن - النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح ( ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعمل ويبيع ويشتري حتى كان قدوة لأصحابه رضوان الله عليهم في ذلك وللمسلمين أجمعين . والنبي - صلى الله عليه وسلم - أيضاً في حديث آخر حث و شجع على العمل، فقال : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) والقوة هنا عامة شاملة تشمل : القوة البدنية، والقوة الإيمانية، والقوة العلمية، والقوة النفسية، والإرادية، فمنها القوة البدنية والقوة الإرادية التي من خلالها يعمل الإنسان ويكد لأجل أن يحصل الطيب . والنبى - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يسأل الناس فقال - النبي صلى الله عليه وسلم - أو وجهه - النبي صلى الله عليه وسلم - إلى : أن يأخذ حزمة ويحتطب ثم يأتي بهذه الحزمة ويبيعها خير له من أن يسأل الناس أعطي أو منع من العطاء. فالإنسان يعمل والباقي على الله - سبحانه وتعالى- .

 المسألة السادسة:


إن المال الحرام يفسد الجسد، الذي يتعامل بالربا الذي يتعامل بأكل أموال الناس بالباطل الذي يتعامل بالتدليس والغش، والسرقة والغصب والنهب والاعتداء على الآخرين والضرر ويتحصل على الأموال من خلال هذه الوسائل، فهذا يؤثر على جسده،


لماذا ؟


لأن - النبي صلى الله عليه وسلم - قال في هذا الحديث ( ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له ؟! ) .
معنى ذلك : أنه أثر على جسده، وملبسه، وطعامه، وشرابه، الذي يبنى عليه جسده، ومن هنا منع من إجابة الدعاء؛ فلذلك يحذر المسلم لكيلا يلبس جسده بالحرام، من خلال تعامله بالمال الحرام.


المسألة السابعة:


أن الله - جلّ وعلا - لا يقبل من هذا المال إلا الطيب؛ لذلك فالمال الخبيث مهما تصدق به الإنسان لا يقبل منه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )، فالذي يتصدق بمال الربا، أو بأكل أموال الناس بالباطل، يسرق مائة ويتصدق بخمسين، هل يقبل منه ذلك ؟ لا، ما مهما عمل، الذي تعامل بالربا وجاء فائدة من الربا عشرة أو عشرين في المائة هل يقبل منه ذلك ؟
لا، بل يفسد عليه بقية ماله.

ما أدرى الطيبات التي ذكرت في الحديث هل يعني هي الأعمال والأقوال في ديننا الحنيف أو تخص الأعمال عن الأقوال ؟
المذكور في الآية يتعلق بالأكل والشرب، ولكن - النبي صلى الله عليه وسلم - أعطى القاعدة ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) فهذه صارت قاعدة شاملة ، لما تكون قاعدة معناها تشمل أبواب متعددة، فالقاعدة هي التي تجمع ما كان في أبواب متفرقة. فإذاً الطيب جمع ما كان في القول، وما كان في العمل، وما كان في المال وغير ذلك .
إذا كان الطيب اسم من أسماء الله، حكم التسمي بهذا الاسم ؟
الطيب هكذا فلا. لما نأتي بـ "ال" في أسماء الله لا يجوز أن يسمى بها، ولكن لما نقول : طيب بدون "ال" للتعريف بذلك أصبح الطيب نسبيًا هنا فلا بأس


الوحدة الثانية :ما يتعلق بالدعاء:



المسألة الأولى:



في هذا الحديث أمر الدعاء وذكر - النبي صلى الله عليه وسلم - علاقة الدعاء هنا الدعاء بعد الأمر بالطيبات مما يدل على أهمية الدعاء، وأن الدعاء له علاقة بتعامل العبد في قوله، وعمله، وماله، فهذا يدل على أهمية الدعاء ولا شك في أهمية الدعاء؛ لأن الله - جلّ وعلا - ندب إليه في آيات كثيرة ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾[غافر :60] , ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾[البقرة :186].
ولا غنى للمسلم عن الله - جلّ وعلا - مطلقاً في أي حال من الأحوال، فمن أهم ما يصل أو ما يتصل العبد بربه - عز وجل - هو الدعاء . فالدعاء مقتضى من مقتضيات عبادة العبد لربه - عز وجل - ومن أهم ما يحقق للإنسان رغباته ومطالبه وأموره هو الدعاء.


المسألة الثانية:


ما دام أن الدعاء بهذه المنزلة العظيمة الكبيرة يبحث الإنسان عن أسبابه، عن أسباب قبول الدعاء، ذكر - النبي صلى الله عليه وسلم - هنا بعض الأسباب التي تكون معينة لقبول الدعاء:
السبب الأول: تكرار النداء للرب - عز وجل - يقول : يا رب يا رب، لما يسأل العبد ربه يكثر يا رب، يا رحيم، أسببيا كريم، يا عفو، يا أرحم الراحمين، يا أجود الأجودين، اللهم يا الله، يكرر النداء لله - عز وجل - هذا عامل من عوامل قبول الدعاء .
السبب الثاني: رفع اليدين في الدعاء فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أقر هذا الرجل الذي يرفع يديه، وقد ندب - النبي صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك في الحديث الصحيح ( أن الله تعالى حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفرا ) وفي رواية ( أن يردهما صفراً خائبتين ) فرفع اليدين عامل من عوامل إجابة الدعاء، ورفع اليدين ورد في أحوال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حال دعاء الاستسقاء، وفى حال القنوت لما يرفع يديه أو حال عامة، وهناك مواضع لم ترفع فيها اليدين في الدعاء . فالأصل في رفع اليدين أنه عامل من عوامل إجابة الدعاء إلا ما لا يرفع فيه الدعاء بما لم يرد عن - النبي صلى الله عليه وسلم - مثل في الصلاة، لم يرد عن - النبي صلى الله عليه وسلم - أنه رفع يديه أثناء مثلاً جلسة بين السجدتين أو أثناء السجود أو أثناء الدعاء بعد الركوع ونحو ذلك.
 السبب الثالث : السفر فالسفر عامل من عوامل استجابة الدعاء؛ لذلك وصف - النبي صلى الله عليه وسلم - أن هذا الرجل ماذا ؟ أشعث أغبر، والشعث والغبرة تدل على أن الإنسان مسافر؛ لذلك قال : ( يطيل السفر ) فهو عامل من عوامل إجابة الدعاء، وقد ورد عن - النبي صلى الله عليه وسلم - أن دعاء المسافر مستجاب، فهذا العامل الثالث من عوامل إجابة الدعاء.


السبب الرابع : التذلل والخضوع وما يظهر من حال الذل الذي يتذلله الإنسان لربه - عز وجل - لذلك قال : ( أشعث أغبر ) يدل على أن الإنسان في حالة ضعف وانكسار، وكلما كان الإنسان في حالة ضعف وانكسار كان أقرب إلى الله - جلّ وعلا - وذلك لأن ضده التكبر والطغيان، فالمتكبر والطاغي تكون حاجته قليلة لمن دعاه، لكن هذا أظهر التذلل والخضوع لله - عز وجل - فعبر عن ذلك بأنه أشعث أغبر، من هنا كان الإنسان في الحج أشعث أغبر لا يعتني العناية بمظهره، وشكله، وهيئته، ولباسه، مثلما يعتني غير المحرم؛ ولذلك كان هذا عامل من عوامل الذلة والخضوع لله - عز وجل - فتكون الإجابة أقرب، هذا العامل الرابع.


السبب الخامس والأخير: الإلحاح في الدعاء، ويؤخذ هذا من جملة وصف - النبي صلى الله عليه وسلم - لهذا الرجل ( ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق