السبت، 10 مارس 2012

شرح الأربعين الحديث الـرابع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 الحديث الـرابع

الخلق والأجل والرزق






عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود -رضي الله تعالى عنه قال : حدثنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - : ( إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفه، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد. فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فــيسـبـق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )
[رواه البخاري ومسلم].





تخريج الحديث :




هذا الحديث رواه البخاري ومسلم، من طريق هذا الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه


ألفاظ الحديث :



الصادق المصدوق، وصف للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني الصادق في قوله، والمصدوق يعني المصدق فيما جاء به من الوحي عن الله سبحانه وتعالى، ذكر ابن مسعود ذلك لأنه نبي الله عليه الصلاة والسلام، وتأكيد احترام مصداقية النبي صلى الله عليه وسلم لأن الكلام الآتي، هو في أمر غيبي، فكما نصدق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأشياء الحاضرة والأعمال البينة الواضحة فكذلك يجب أن نصدقه في الأعمال الغيبية أو في الأمور الغيبية، وهذا الحديث كله في أمر غيبي كما سيأتي، فلذلك نصدقه عليه الصلاة والسلام فهو الصادق في قوله والمصدوق، يعني المصدَّق فيما جاء به عن الله عزّ وجلّ.



( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ) يعني عند التقاء ماء الرجل بماء المرأة فيجتمع هذان الماءان ويكونان هذا التكوين الخلقي .


( نطفة ) النطفة هي الماء ليبقى الحمل في الشهر الأول والعشرة الأيام من الشهر الثاني ماء، فالماء في الأيام الأولى يبقى ماء أو في الشهر الأول والعشرة الأيام يبقى الجنين عبارة عن ماء.


( ثم يكون علقة مثل ذلك ) مثل ذلك يعني في المدة، والعلقة هي القطعة من الدم انتقل هذا الجنين من ماء إلى دم .


( ثم يكون مضغة مثل ذلك ) والمضغة هي قطعة اللحم، ثم يبدأ التكوين، ( مثل ذلك ) يعني أربعين يوما، وأربعين يوما، وأربعين يوما يكون المجموع مائة وعشرين يوما، يكون بعد ذلك هذا الجنين قطعة وتبدأ بإذن الله عزّ وجلّ في التكوين الخلقي للإنسان شيئاً فشيئاً فيرسل الله سبحانه وتعالى إليه الملك الموكل بهذا الأمر، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، أي يؤمر بكتابة أربعة أشياء، بكتب رزقه إلى أن يموت، وبكتب أجله أي عمره، وبكتب عمله في هذه الدنيا، وشقي أو سعيد في هذه الحياة وما بعدها في الدار الآخرة.


( فوالله الذي لا إله إلا هو ) هذا قسم.


( إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ) يعني مدة يسيرة.


( فيسبق عليه الكتاب ) أي الذي سبق في علم الله سبحانه وتعالى أو في اللوح المحفوظ، كما سيأتينا في مسألة القدر.


(فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وهو عبارة عن الاهتمام بأمر حسن الخاتمة.
صوره دينيه
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق